إنه الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد :
فإن من اسماء الله الحسنى وصفاته العلى : اسم الله الرحمن الرحيم فالله عز وجل هو الرحمن الرحيم واسع الرحمة التي لايوصف بها الا هو سبحانه وتعالى فهو الرحيم دائم الرحمة هو الرحيم عظيم الرحمة لااله الا هو الرحمن الرحيم
فاسم الله الرحمن الرحيم يدل على الرحمة المطلقة الواسعة لكل شئ قال الله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شئ ) ورحمة الله هي عطاء سخي من رب كريم حين تفتح لاممسك لها الا هو سبحانه وتعالى قال الله تعالى ( مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها )
فمن رحمة الله الواسعة التي شملت كل شئ انه كان بالمؤمنين رحيماً ، ومن رحمته ان جعل بين الزوجين مودة ورحمة ، ومن رحمته انه خلق مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة فقط يتراحم بها الناس والدواب ، قال صلى الله عليه وسلم ( ان الله خلق يوم خلق السموات والأرض مئة رحمة كل رحمة طباق مابين السماء والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض فااذا كان يوم القيامة اكملها بهذه الرحمة ) الله اكبر رحمة واحدة بيننا رأينا ثمارها واثارها في الدنيا فكيف عبادالله بتسع وتسعين رحمة ابقاها الله للعباد يوم القيامة سبحانه وتعالى وهو الرحمن الرحيم فذلك فضل الله والله واسع عليم
شئ من رحمة الله عز وجل وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثال واقعي امام الصحابة رضوان الله عليهم ونقلوه لنا حرفيا بتصوير بديع حينما قدمت اليه امرأة من السبي وهي تبحث عن ولدها بين الجرحى والمأسورين في احدى الغزوات وقد كادت ان تحلب ثديها تسقي فاذا هي وجدت صبيا في السبي فاأخذته فاألصقته ببطنها وارضعته فاإلتفت صلى الله عليه وسلم الى اصحابه فقال : اترون هذه بعد هذا البحث المضني عن ولدها والارهاق اترونها طارحة ولدها في النار قال الصحابة رضي الله عنهم لا يارسول الله وهي تقدر على ان لاتطرحه فقال صلى الله عليه وسلم ( الله ارحم بعباده من هذه بولدها) ( الله ارحم بعباده من هذه بولدها) ( الله ارحم بعباده من هذه بولدها) عباد الله هذه شئ من رحمة الله جعلها في الأم تجاه ولدها فماعندالله خير وابقى
عبادالله : رحمة الرحمن الرحيم تتجلى في المستور والمكشوف ، رحمة الله تتجلى في المسلم والكافر ، ففي كل شئ تتجلى وتظهر رحمة ارحم الراحمين ، رحمة الله جلية وواضحة حينما حفظ يوسف في غيابة الجب ، وحفظ موسى في اليم ، وحفظ ابراهيم عن النار ، ويونس في بطن الحوت ، ومحمد صلى الله عليه وسلم في الغار ، ويحفظ المسلم الصالح من بين يديه ومن خلفه مكشوفا كان او مستورا قال الله تعالى ( سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
عباد الله : هذه هي قيم ومعاني الرحمة الإيمانية من الرحمن الرحيم التي يجب ان يتمثلها المسلم وهو يقرا اسم الرحمن الرحيم في كل ركعة من ركعات الصلاة المفروضة والنافلة ، يتمثل ذلك وهو على يقين ان رحمة الله قريب من المحسنين ، ويعلم يقينا ان رحمة الله وهو الرحمن الرحيم حقٌ لمن يعبد الله حق العبادة ويدعوه ويتضرع اليه فيقابل العبد ذلك بالشكر والثناء ومزيد من الطاعات والأعمال الصالحة حتى ينال العبد بذلك مودة من الله ومحبة رباطها الايمان قال الله تعالى (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
عباد الله : هذا جزء من عدة اجزاء من رحمة لله واحدة في هذه الدنيا فما عند الله في الآخرة من تسع وتسعين رحمة شئ يبعث الأمل برجاء رحمة الله والسعي في هذه الحياة الدنيا بالتزود بالأعمال الصالحة حتى ينالها العبد فقد ذكر صلى الله عليه وسلم ذلك العبد الضعيف التي شملته رحمة الله فاادخلته الجنة وقد وجدها ممتلئة فوهبه الله قصرا يضاهي قصور اهل الدنيا عشرات المرات نسأل الله ان يتغمدنا برحمته نحن واباءنا وامهاتنا وجميع المسلمين والمسلمات
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ياايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام واعد لهم اجرا كريما) اسال الله وهو الرحمن الرحيم ان يرحمنا بالدنيا والأخرة نحن واباءنا وامهاتنا وجميع المسلمين والمسلمات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين