هنـــاك ثلاثة أنـواع من الوداع
النوع الأول
هو أن تفارق شخصا أحببته وارتحت له وعشت معه أجمل اللحظات ..
ولكنك تودعه على أمل أن تلقاه مرة أخرى في هذه الدنيا وذلك مثل أن تودع زميلا في
الجامعة بعد التخرج أو جار لك في المنزل أو زميل لك في العمل ....
تودعه قبل الفراق وتحتضنه وتأخذ عناوينه وقد تتقابل معه بعد فترة من الزمن ...
هذا الوداع هو أسهل أنواع الوداع وأخفها على النفس
النوع الثاني
هو أن تودع شخصا غادر هذه الدنيا واستراح منها وانتقل إلى الآخرة...
انه فراق صعب خصوصا إذا كان فجأة وليس له مقدمات ..... تراه أمامك جسدا بلا روح ...
تناديه ولا يرد عليك ... تتمنى لو انك حظيت منه بابتسامة أو وصية تسليك باقي العمر ..
تتمنى لو انك احتضنته وضممته إلى صدرك قبل أن يفارقك ..... في هذه المواقف ...
تدمى قلوب الرجال الأقوياء فكيف بقلوب النساء الرقيقة ... ولا يملك الإنسان إلا أن تدمع
عينه ويحزن قلبه ويحمد الله على قضاءه وقدره ...... لكننا نعيش على أمل ....
هو أملنا جميعا وهو أن الشخص الذي فقدناه وودعناه سوف نقابله في أرض المحشر
ويغفر الله لنا وننطلق مسرعين إلى جنة الخلد ...
والله لولا هذا الأمل لما صبر مؤمن على مثل تلك الأحداث ...
النوع الثالث
من الوداع
... وأسأل الله أن لا يودع احد منا أحدا بهذا الوداع ....
انه الوداع الأخير الذي لا أمل في اللقاء بعده
انه الوداع الذي يقطع القلوب ويسيل الدموع دما
انه وداع أهل الجنة لأهل النار
انه حينما ينادي منادي يا أهل الجنة خلود بلا موت
ويا أهل النار خلود بلا موت
عندها ....تبدأ للمؤمن حياة أبدية لا تنتهي أبدا مهما طالت السنين وهو يتقلب في نعيم الجنة جزاء طاعته الله
وعندها تبدأ حياة تعيسة وجحيم لا ينقطع أبدا ... لمن كتب عليه الخلود في النار..... أعاذنا الله وإياكم منها
إذا لا تحزن إذا مات لك قريب أو عزيز وكان على ما يرضي الله فموعدك معه في جنة الله أن شاء الله
وحتى لو كان مسرفا على نفسه بالمعاصي .... فحقه عليك أن تكثر له الدعاء و الصدقة
جعلنا الله وإياكم والمسلمين أجمعين ممن يخلدون بالفردوس الأعلى من جنات النعيم